♕ غادِرْ مدارَكَ ♕ بقلم الشاعر : سيف الدين علوي
غادِرْ مدارَكَ
في وسعِنا أنْ نلتقي،
غادِرْ مدارَكَ مرّةً واهبطْ
على مَهلٍ سماءَكَ للسماحِة
مِصْعدا ..
غادِرْ مدارَكَ مرّةً أو مرتيْنْ
روّضْهُ يجتابُ المسافةَ طيّعًا
ويجوسُ مسْرى العُمْرِ
مُتّئِدَا ..
في وسعِنا أنْ نلتقي،
أنْزِلْ أناكَ لِوَهْلةٍ مِنْ
وَهْدةٍ فوقَ السّماكِ
لذروةٍ في أرضِ إنسانيّتي
و لِروْضةٍ عذراءَ في الروحِ
يغْسِلُها عفيفُ الوَجْدِ
يَطْمِثُها النّدَى ..
جيءْ مِنْ قصيِّ العُنفوانِ
وَمِنْ تُخومِ جلالةٍ صوفيّةٍ
واقصفْ زوائدَ وَرْدِكَ
مِنْ عواسِجِ حقْلِها الأنَوِيِّ
قَبْلَ يُدْميك المَدى ..
في وسْعِنا أنْ نتّقي،
تجويفةَ الأحزانِ
ذُعْرَ المواعيدِ الشَّرودْ
وَعْرَ الشوق منْ سَرفِ التلهّفِ
والبكاءِ على البكاءْ
ذكرى التخلّقِ والمجيء ِ
مآزق الكلمِ الضّنينْ
إثمَ المسافةِ بين عطْشانيْ هَوَى
عَبثَ السُّدَى..
في وسعِنا أنْ نرتقي،
أرجوحةَ الحلْمِ العصيِّ
ونقتفي أثَرَ النَّيازِكِ في اختراقِ ظلامِها
في وْسعِنا أنْ نعتلي غيْمًا
ونُزْجي الوَدْقَ نحوَ الأرضِ
عِطْرً ا أو رَدَى..
ما أنتَ - لا مَنْ أنتَ – إنْ لمْ تَنْجُ مِنْكَ
ومِنْ مناجاةِ الملامِحِ في مياهِ منامِها؟
ما أنتَ إنْ لمْ تجِدْ
في القُبْح الفسيحِ بعض ملاحة،
في الضيقِ حوْلَ الروح
شِبْهَ مساحةٍ لسلامِها
في الغَيِّ حينَ يشطُّ غَيُّكَ - مُهْتَدَى؟
في وسْعِنا أنْ نستقي
مِنْ رافديْ آشورَ خَمْرَ عتيقِها
مِنْ ضِفّتيْ نيلِ الزّمانِ سلافةً
وصَفيَّ أصْنافِ الغرامِ
مِنْ لبنانَ أوْ عَمّانَ
أوْ بَرَدى..
سُطْ جامِحَ الإحساسِ فيك
وكُنْ بشوقِ الحُبِّ مُتّحٍداَ..
في وسعِنا أنْ نلتقي
امْدُدْ يديْك من القتامةِ و الزّحامِ
فبعْدُ
جمْرُ الشوقِ ما خَمَداَ..
_________
سيف الدّين علوي
تعليقات
إرسال تعليق