♕ قصة .. أغنية الصمت ♕ بقلم الكاتب : وائل الحسني

 قصة قصيرة 

(( أغنية الصمت))


بقلمي الكاتب والإعلامي وائل الحسني


شعرت بنشوة غريبة تسري في جسدها ، أي شيء تفعله لا تدري فكرها مشتت ولا يستقر على شيء تتقاذفها أمواج الحيرة ويجرحها التساؤل المرير عن جدوى هذه الحياة التي نحياها في سديم الجلبة والضجيج والتدافع بل التنافس المرير تغطس الصبوات وتتبدد خيوط الأحلام .. فهي ما برحت تبحث عن مكان أخر يضمها يستوعب همومها الكبيرة ، مكان ينأى بفصولها العريضة يمسح جراحها ألمثخنه ببلسم شاف يعيد إليها السكون ويغمرها بنسائم الهدوء . لا تريد سوى إن تجلس على هذه التلة إذا ما قدر لها أن تعيش بعد إن مزق الشك دواخلها التي تمور كألسنة حرائق تدب فيها .. كل شيء جميل وهادئ في هذه المكان ، سكون وصمت مطبق يغلف قوس الأفق لا ترصع صفحة الأفق رؤى طيور مثل نقاط مختلفة الألوان الأحمر والأبيض بفتور ألوانها سوى رؤى طيور مثل نقاط مختلفة الألوان تبدو من بعيد وسرعان ما تغور في الأفق ، انه مكان بعيد تحس فيه وكأنها ابتعدت عن سكان الأرض ملايين الأميال .. أحبت الجلوس على هذه التلة وعشقت منظر الغروب الذي يبدو كلوحة انطباعية ، وهذه البحيرة الرائعة التي يخيم على سطحها الصقيل سكون جليل يترأى كسلطان خفي ولكنه أكيد الحضور جالت ببصرها على صفحة الأفق التي تمتد يمينا ويسارا .. تنهدت بعمق وشعرت بلذة خفيفة تمتزج مع ألم شفيف ، هل هي لحظة استمتاع ونشوة ..؟ أم هي حسرة الهروب من الواقع ..؟ سرحت بخيالها بعيدا .. تذكرت مرارة الهزيمة وعمق اليأس الذي شعرت به غداة قررت إنهاء علاقتها العاطفية تلك العلاقة التي كانت تحس وكأنها فرضت عليها فرضا لكنها لم تكن ترغب مطلقا بالتفريط بها لو كانت زمام الأمور بيديها كانت بحاجة ماسة إليها لتشبع ظمأها الروحي وقلقها ، كانت بحاجة إلى رجل يشعرها بوجودها وكيانها كامرأة يوفر لها حنانا دافقا ويشيع في كيانها الثراء والغبطة يفتح نوافذ الأحلام الجميلة على مصراعيها !! لكن رغباتها الجائعة لم تنل نصيبها المفترض من العطاء ، قنوات التأثير الكثيرة التي امتدت إليها من كل الجهات عجلت بفصم تلك العلاقة .. لذا شاءت إن تذهب إلى هذا المكان عسى إن يوفر لها وهم الأمان والاطمئنان .. الشمس سقطت مثل حجر في فجوة الغروب وهي سارحة في أفكارها المتضاربة بزغت نجمه بيضاء تتلألأ على نسيج الشفق الأحمر ساحت دمعه على خدها المتورد تمنت لو أنها تهرب إلى تلك النجمة البعيدة قبل إن يداهمها ظلام شامل قبل إن تغرق في بحار من الحب والجفاء لكنها عادت وأطرقت السمع إلى ما حولها وأدركت أنها يجب إن تتمالك نفسها قبل إن تسرقها موسيقى الصمت تساءلت مع نفسها ،هل يكفي أن استعيد ذاتي بالإصغاء إلى أغنيـــة الصمــــت والــى صفـــاء وسكـــــون الطبيعــــــة .




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

♕ يا أنت ♕ بقلم الشاعرة : Meme Rahima

♕ ليس عربيا أنادي ♕ بقلم الشاعر : عصام جمال

♕ ‏من يشتري مني العروبه ♕ بقلم الشاعرة : ساره جواد