♕ الـوداع ♕ بقلم الشاعر : حسن علي المرعي
.. الـوداع ..
كانتْ رؤاكَ هـنـا والكـأسُ ملآنـا
والرُّوحُ تـشـربُ مـنْ رؤيـاكَ ما دانـا
والصبحُ ينشـرُ منْ خدّيـكَ ما حملَـتْ
ريـحٌ فـيـلـبسُهـا لـبـنـانُ قُـمـصانـا
وفي المسـاءِ على مـرمى خطابَتِـكُـم
كانـتْ تُـمَـسّي عـلينـا القـدسُ ألـوانـا
يمشي المسيحُ على ماءِ الحروفِ بها
كـمـا عـلـى ربـوةٍ عـذراءُ تـرعـانـا
ويزهـرُالجرحُ في صدرِالحسينِ ومَنْ
مثـلَ الحسـينِ جِـراحًا كانَ مَنْ كانـا
فـيـولـدُ الفـجـرُ مـنـهُ والرجـالُ ومـا
تُـزجـي الشـمـوسُ لأهـلِ اللهِ أحيـانـا
واليـومَ صدَّقْـتُ أنّ الكـونَ في كـفـنٍ
ومـا أكـذِّبُ قـبـلَ الـيـومِ أكـفـانـا
فلا وعـيـنَـيْـكَ نـدري مَـنْ نـشـيِّـعُـهُ
ومَـنْ بـهـيْـبَـتِـهِ مـا كـانَ أغـنـانـا
ومَـنْ على اسـمِـهِ تـزدانُ أزمِـنـةٌ
فـمَـنْ يُـزيِّـنُ بعـد اليـومِ لُـبـنـانـا
وهـل سـيأذنُ قـلـبٌ أنْ تُـغـادرَهُ
وإنْ إلـى جـنَّـةٍ تـسـتـبـشِـرُ الآنـا
تعـودُ يـومًا وفي بيـروتَ أشـرعـةٌ
تأتي وما خـانَ موجُ البحـرِ شُـطآنـا
وما تزالُ القوفي رهـنَ ما انتصرَتْ
تـقـواكَ مـعـرفَـةً رؤيـاكَ مـيـدانـا
إنْ أومضَ البـرقُ غَـزِّيًا نـراكَ وكـم
على فـلسـطيـنَ شيءٌ منـكَ مـوّانـا
ونـشـربُ الصبحَ ممّـا قد تركـتَ لنا
على الجنوبِ مِنَ الإحسانِ إحسانـا
تقدَّسَ الشـرقُ مِـمّـا أشرقَتْ رُسُـلٌ
وقـدَّسَ اللهُ في عـيـنَـيْـكَ إنـسانـا
حيـنَ الكـرامـةُ تشـقى نلـتقي ولـنا
لابـدَّ كـأسٌ إذا مـيـعـادُهـا حـانـا
لكـنَّ في جـبـلِ الريـحـانِ ذاكِـرةً
والأرزُ لا يكتـمُ الوِديـانَ ريحـانـا
غـداً وفي غيمـةٍ سـاكنْـتَ تُمطِـرُنـا
كمـا عـيـونُـكَ ماكانَـتْ لـتـنـسانـا
يا غَـصَّـةَ القلـبِ أنّـا لا نـراكَ غـدًا
ونغسـلُ الروحَ منْ بلـوى خطـايانـا
شقـيْـتَ فـيـنـا مـلاكًا نـستظِـلُّ بـهِ
وبعد ذا اليـومَ ما أشـقى وأشقانـا
ــ جبلُ الريحان : جبلٌ في جنوبِ لبنان
حسن علي المرعي ٢٠٢٥/٢/٢٣م
تعليقات
إرسال تعليق