♕ رواية .. الرهان المر & الفصل الأول ♕ بقلم الكاتب : مصطفى كرم

 الفصل الأول ( الرهان المر )


بدأت الشمس في الشروق لتعلن عن مولد يوم جديد يملؤه الأمل في أن القادم أجمل تخترق نافذة عمر الذي كان يقف مستقبلا نورها تلمع عيناه السوداء بالفرحة والسعادة يجري بعض التمرينات الرياضية وكله نشاط وحيوية وقامة فارعة يستعد لأول يوم له في الدراسة في العام الجديد فهو الآن في الصف الثاني من كلية التربية وكل أمنيته أن يصبح معلما له قيمته ومكانته بين الناس مثلما كان يرى معلميه وهو صغير وبينما هو يرتدي ملابسه يسمع صوت أمه من خلفه تقول 

الأم : عمر انت مازلت ترتدي ملابسك اسرع يابني كي تتناول أفطارك قبل ما تخرج

عمر : حسنا يا أمي دقيقة وأكون معك ... لكن ما رأيك في هندمة ابنك وأناقته

الأم : بسم الله ماشاء الله دائما أنيق وتشبه القمر 

يضحك عمر ويقول 

عمر : أهكذا ... من يشهد للعروس

الأم : ربنا يسعدك يا ابني ويوفقك 

يقترب عمر من أمه ويقبل يدها ويقول 

عمر : أدامك الله لنا يا أمي ولا يحرمنا منك أبدا

ثم يتأبط أمه ويخرج بها إلي حجرة الجلوس التي كانت تبدو باللون الأصفر الدكن بها ثلاث أريكات خشبية وتتوسطها منضدة صغيرة ( طبلية) وضع عليها طعام الإفطار .. أخذ عمر يتناول إفطاره وهو في عجلة من أمره وأمه تطلب منه الجلوس ولكنه رفض لتأخره عن موعد القطار الذي يقله الي المدينة التي بها مدرسته وبينما وهو خارج إذا بالأم تنادي عليه وتعطيه بعض النقود 

الأم : عمر خذ يا حبيبي هذه النقود معك لو أحببت أن تشتري شيئا

عمر : دائما لا يفوتك شيئا يا أمي 

الأم : انتبه إلى نفسك جيدا ... لا إله إلا الله 

عمر : محمد رسول الله ... السلام عليكم يا أمي

خرج عمر من منزله وكان في أنتظاره بعض أصدقائه وهم أحمد وعلى وحسام سار الأربعة معا وهم يتبادلون أطراف الحديث عن بداية العام وهل سيكون مثل العام الماضي أم لا وتعاملهم مع المعلمين والطلاب وكل منهم يذكر موقفا مضحكا قد حدث معه حتى وصلوا إلي محطة القطار التي كانت تعج بالطلاب والطالبات اللاتي ظهرن بأبهى صورة وقف الأصدقاء وعيونهم تتنقل عبر الوجوه لاستكشاف من هو جديد عليهم وفجأة يتسمر عمر في مكانه وتتسع حدقتا عينيه ويفتح فاه في شرود يلتفت إليه حسام مندهشا 

حسام : عمر .. عمر .. ماذا بك ؟ . 

فلا يجيب عليه ويظل في انبهاره فيتتبع حسام نظر عمر ليعرف سبب شروده وعندما يدرك السبب يقول 

حسام : اااااه .... زهرة

سمع عمر حسام وهو ينطق اسمها لكن عيناه تعلقتا بها فهى فتاة ذو بشرة خمرية واسعة العينين وغاية في الجمال جسد ممشوق وروح خفيفة مرحة كانت تقف مع صديقتيها أحلام وسميرة اللتان كانتا في نفس سنها ونفس الكلية التي بها وهما أقرب صديقتين إلي قلبها وإسرارهن معا .... سأل عمر حسام 

عمر : حسام هل أنت تعرف هذه الفتاة ؟ 

حسام : بالطبع أعرفها اسمها زهرة وهي بالصف الأول بكلية العلوم ولكن لا تجهد نفسك بالسؤال عنها 

عمر : ماذا تعني .... هل هي مرتبطة ؟

حسام : لا ولكنها لا تعترف بالحب وهذا الكلام السخيف في وجهة نظرها

عمر : وكيف علمت أنت بذلك ؟

حسام :( بضحكة عالية ) ... لأني حاولت من قبلك ولم استطع ... هي مصفحة يا بني 

عمر : ولو أستطعت أن أفك تصفيحها هذا وأجعلها تحب 

حسام : غير ممكن كان غيرك أشطر

عمر : سترى 

حسام : أتراهن على ذلك أمام علي وأحمد 

عمر : أراهنك .... ما الرهان ؟

حسام : شمعدان وزجاجة مياه غازية مثلجة

عمر : موافق ..... 

اتفق الصديقان علي الرهان وبدأ عمر علي الفور في مشاغلة زهرة ولفت انتباهها بالوقوف أمامها وإطالة النظر إلي عينيها فتحاول أن تهرب من نظراته باندماجها مع صديقتهيا وعدم النظر إليه ... لكن عمر لم يكتف بذلك بل حاول الإقتراب منها والوقوف بجانبها وإسماعها بعض عبارات المغازلة الرقيقة وزهرة تظهر أنها غير مهتمة به على الإطلاق .... ترى هل سينجح عمر في كسب الرهان أم سيفشل ؟

بقلم . مصطفى كرم 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

♕ يا أنت ♕ بقلم الشاعرة : Meme Rahima

♕ عاااااارب ♕ بقلم الشاعر : طارق سليمان

♕ ليس عربيا أنادي ♕ بقلم الشاعر : عصام جمال