♕ مقالة بعنوان .. الخذلان ♕ بقلم الكاتب : عبادي عبد الباقي
الخذلان
إطلالة
ل عبادي عبد الباقي
الخذلان في عصر الماديات
أولا :-
عصر الماديات :-
النظرة المادية :-
تجعل دورنا يقتصر على اللهث وراء المتع الحياتية ولا يتجاوز تفكيرنا ذلك، هل يمكننا أن نفك ذلك الرباط الذى يطوق أعناقنا ويجعلنا مشدودين طوال الوقت مما يسبب التوتر والقلق النفسى الدائم !!؟
ربما يقيم بعضنا البعض على نملك من مال ومستوى ما نستحوذ علىه من الرفاهيات والإمكانيات المادية.
أصحبت لدى بعض أبنائنا قناعات أنهم يستمدون قيمتهم من قيمة البراندات فى الملابس وقيمة الهواتف المحمولة وماركة السيارة، لم يتعلموا أن قيمة الشخص تنبع من داخله، من شخصه هو من قيمه وأخلاقه وتمسكه بثوابت الدين والأخلاق، من الضمير الحى وأن ما لا تقبله على نفسك لا تقبله على غيرك، أن يتيقنوا أن الحرام حرام مهما فعله معظم الناس.
ثانيا :-
مفهوم الخذلان :-
يعتبر الخذلان إحساسا عميقا و مؤلما يضم عدة مشاعر داخلية مزعجة تعصف بصاحبه كخيبة الأمل ، والإحباط الشديد ، والذي قد ينجم عن تعرضه للمعاناة والأذى النفسي بسبب الآخرين ، أو بفعل استيائه من نفسه ، أو نتيجة تلقيه صدمة عاطفية قوية كالخيانة ، أو الإحساس بالوحدة وعدم وجود شخص داعم وصادق يثق به ويستند عليه ، أو إيمانه .
قال لي شيخي ياولدى :-
الخذلان :-
هو تركك نصرة أخيك وعونه .
الخاذل ضدها الناصر .
و التخذيل هو حمل الرجل على خذلان صاحبه .
وتثبيطه عن نصرته.
وأصل هذه المادة يدل على ترك الشيء و القعود عنه .
ياولدى:-
كلما كان العطاء كثيراً كان الخذلان أشد إيلاماً فلا تكن كعود كبريت في حياة أحدهم يرميك بعد أن يضيء بك شمعة حياته لذا لا تتعود على شخص كثيراً و لا تثق كثيراً ، ولا تحب كثيراً و لا تتأمل كثيراً لأن كثيراً ستؤلمك كثيراً .
ثالثا :-
الخذلان والإسلام :-
خذلان المسلم لأخيه المسلم حرام شرعا ، وذلك مثل أن يقدر على دفع عدو يريد البطش به ، فلا يدفعه ، أو يراه وهو يرتكب مخالفة شرعية ولا ينهاه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :- قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: -
"المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحقره "
رابعا :-
مضار الخذلان :-
شعور الخذلان من أصعب المشاعر اللي بتمر على قلب الإنسان، وجع غير متوقع من شخص غير متوقع ! مكان ما كنتش بتلتفت تأمن نفسك منه عشان متخيل إنه أمان .
يسبب الخذلان خيبة أمل كبيرة وردة فعل قوية كما يسبب حالة من عدم الاستقرار النفسي والتوتر والقلق ، وبالتالي يترك أثرا نفسيا كبيرا ويتسبب بمتلازمة انكسار القلب .
قال لي شيخي ياولدى :-
من حقنا أن نغضب لكن ليس من حقنا أن نخلط بين تصوارتنا ومشاعرنا وبين الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الموقف ، لذا من الضروري أن نتأمل الأسباب المنطقية للحدث الذي انتهى بنا إلى الخذلان في النهاية، بصرف النظر عن مشاعرنا تجاه الأمر .
خامسا :-
الخذلان المدمر :-
أياك وهذا النوع من الخذلان
قال تعالى :-
" لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ
إِلَـهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً "
[الإسراء: ٢٢].
مخذولا لأن الرب تعالى لا ينصرك ، بل يكلك إلى الذي عبدت معه ، وهو لا يملك لك ضرا ولا نفعا ؛ لأن مالك الضر والنفع هو الله وحده لا شريك له .
هذا مبلغ علمي والله أعلى وأعلم
تعليقات
إرسال تعليق