♕ مقالة بعنوان .. مفهوم ديمومة الدولة و تداول السلطة ♕ بقلم الناقد : محمد سليط
كلمة حق.
بقلم محمد سليط
المنشور طويل لكنه مهم و مهم جداً
لحفظ كرامة الأنسان أولاً
مفهوم ديمومة الدولة و تداول السلطة
السؤال حول أسباب عدم بناء حافظ الأسد و أبنه لدولة مؤسسات قوية وحاضنة شعبية واسعةمن كل أطياف الشعب السوري هو سؤال بالغ الأهمية ويتطلب تحليلاً متعمقاً للظروف التاريخية والسياسية التي سادت سوريا خلال فترة حكمه.
لعل أهم الأسباب التي يمكن ذكرها هي:
الأيديولوجيا البعثية:
تركيز على الحزب الواحد: كانت الأيديولوجيا البعثية التي اعتنقها حافظ الأسد أو تظاهر بأعتناقها تركز على حزب البعث كقائد وحيد للمجتمع، مما أدى إلى تهميش الأحزاب الأخرى وتقويض التعددية السياسية.
القيادة القوية: اعتمدت الأيديولوجيا البعثية على فكرة القيادة القوية والشخصية الطاغية، وهو ما عزز من سلطة حافظ الأسد و أبنه من بعده وقلل من أهمية المؤسسات.
الخوف من فقدان السلطة:
الانقلابات المتكررة: شهدت سوريا قبل وصول حافظ الأسد سلسلة من الانقلابات العسكرية، مما دفعه إلى بناء نظام أمني قوي يضمن بقاءه في السلطة.
تحويل ربع الشعب السوري لمخبرين، غير محترفين.
هذا الأمر جعل المخبر لمجرد خلاف شخصي بينك وبينه يكتب بك تقرير أنك ضد النظام.
عدم وجود أجهزة أمنية تسعى للحقيقة
و أخد الأمر على أنه حقيقة مطلقة، وبالتالي تصبح متهم و أنت مظلوم.
أقر و أعترف أن كل دولة بحاجة لجهاز مخابرات و مخبرين لكن بشكل أحترافي.
و للعلم أول من شكل جهاز أسخبارات في الأسلام هو أمين الأمة أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه ولكن شتان بين الثرى و الثريا.
التركيز على الأمن القومي: أولى حافظ الأسد اهتماماً كبيراً للأمن القومي على حساب بناء الدولة المؤسساتية، مما أدى إلى تهميش دور المؤسسات المدنية.
الطبيعة الاستبدادية للنظام:
قمع المعارضة: اتبع نظام حافظ الأسد سياسة قمعية تجاه المعارضة، مما أدى إلى تراجع الحريات العامة وتقويض المجتمع المدني.
الفساد المستشري: انتشر الفساد في مؤسسات الدولة خلال فترة حكم حافظ الأسد، مما أضعف الثقة بين الشعب والحكومة.
التركيز على العائلة والحزب:
تهميش الكفاءات: أولى حافظ الأسد اهتماماً كبيراً لعائلته وحزب البعث، مما أدى إلى تهميش الكفاءات الوطنية وتعيين الموالين في المناصب القيادية.
تكوين طبقة حاكمة ضيقة: أدى التركيز على العائلة والحزب إلى تكوين طبقة حاكمة ضيقة، مما زاد من حدة التفاوت الاجتماعي.
الظروف الإقليمية والدولية:
الحرب الباردة: لعبت الحرب الباردة دوراً هاماً في تشكيل سياسات حافظ الأسد، حيث سعى إلى تحقيق التوازن بين القوى الكبرى، مما أثر على قراراته الداخلية.
الصراعات الإقليمية: تورطت سوريا في العديد من الصراعات الإقليمية، مما استنزف مواردها وأثر على عملية البناء.
باختصار، يمكن القول إن عدم بناء حافظ الأسد لدولة مؤسسات قوية وحاضنة شعبية واسعة يعود إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، منها أيديولوجية النظام، والخوف من فقدان السلطة، والطبيعة الاستبدادية للحكم، والتركيز على العائلة والحزب، والظروف الإقليمية والدولية.
هذه العوامل مجتمعة أدت إلى نظام حكم استبدادي فاسد، عانى الشعب السوري تحت وطأته لعقود طويلة.
الفساد في عهد حافظ الأسد: آفة مستشرية في بنيان النظام
كان الفساد ظاهرة مستشرية في عهد حافظ الأسد و الأبن، وتغلغل في جميع مفاصل الدولة والمجتمع. ولم يكن هذا الفساد ظاهرة عابرة، بل كان جزءًا لا يتجزأ من النظام السياسي والاقتصادي الذي بناه الأسد.
أبرز مظاهر الفساد في عهد حافظ الأسد:
الاقتصاد الريعي: اعتمد النظام على الاقتصاد الريعي المعتمد على منفعة النظام و العائلة و الرشوة، مما سمح لطبقة ضيقة من المقربين من النظام بالسيطرة على الموارد الاقتصادية وتوجيهها لصالحها الشخصي.
الاحتكارات: سيطرت مجموعة محدودة من الشركات والأفراد على قطاعات اقتصادية حيوية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وتدهور جودة الخدمات.
الرشوة والمحسوبية: كانت الرشوة والمحسوبية سائدتين في جميع المعاملات الحكومية، مما عطل عجلة التنمية وزرع بذور الكراهية بين المواطنين.
تهريب السلع: ازدهرت تجارة التهريب على نطاق واسع، مما أدى إلى خسائر فادحة في الخزينة العامة.
و في السنوات الأخيرة راجت تجارة المخدرات بشكل غير مبرر على الأطلاق.
تخصيص الموارد: تم تخصيص الموارد العامة لصالح المقربين من النظام، مما زاد من الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
أسباب انتشار الفساد:
التركيز على السلطة: كان تركيز النظام على الحفاظ على السلطة على حساب مصلحة الشعب، مما شجع على انتشار الفساد.
غياب الرقابة: غياب الرقابة الفعالة على الأجهزة الحكومية سمح للمسؤولين بالاستيلاء على الأموال العامة.
غياب سيادة القانون: لم يكن هناك احترام لسيادة القانون، مما سمح للمرتشين والمهربين بالعمل بحرية.
الاقتصاد الموجه: كان الاقتصاد الموجه الذي اتبعه النظام يفتقر إلى الكفاءة والشفافية، مما سهل عمليات الفساد.
آثار الفساد:
تدهور الخدمات العامة: أدى الفساد إلى تدهور الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم والإسكان.
زيادة الفقر: زاد الفساد من الفجوة بين الأغنياء والفقراء، مما أدى إلى زيادة معدلات الفقر والبطالة.
ضعف الاقتصاد: أدى الفساد إلى ضعف الاقتصاد وتراجع النمو.
تدهور الثقة بالنظام: فقد الشعب ثقته بالنظام بسبب الفساد المستشري.
أسباب تغول الأجهزة الأمنية على الشعب السوري
تغلغل الأجهزة الأمنية في حياة المواطنين السوريين بشكل كبير خلال عهد حافظ الأسد و الأبن، ووصل إلى مستويات غير مسبوقة. هذا التغلغل لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتيجة مجموعة من العوامل المتداخلة التي ساهمت في ترسيخ هذا الوضع.
أبرز الأسباب التي أدت إلى تغول الأجهزة الأمنية على الشعب السوري:
الحفاظ على النظام: كان النظام السوري يعتبر الأجهزة الأمنية هي خط الدفاع الأول عن بقائه في السلطة، لذلك قام بتعزيزها وتزويدها بالصلاحيات الواسعة.
الخوف من المعارضة: نظر النظام إلى أي صوت معارض على أنه تهديد مباشر لوجوده، مما دفعه إلى قمع المعارضة بكل الوسائل المتاحة، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والتعذيب والتغيب و القتل دون محاكمة.
السيطرة على المجتمع: استخدم النظام الأجهزة الأمنية للسيطرة على المجتمع وترويع المواطنين، مما جعلهم يعيشون في حالة من الخوف المستمر.
الفساد: انتشر الفساد في الأجهزة الأمنية، مما شجع عناصرها على استغلال سلطاتهم لتحقيق مكاسب شخصية.
غياب الرقابة: لم تكن هناك رقابة فعالة على الأجهزة الأمنية، مما سمح لها بالتصرف خارج إطار القانون.
التركيز على الأمن القومي: أولى النظام اهتمامًا كبيرًا بالأمن القومي و هذه ذريعة ليس إلا على حساب الحريات الفردية وحقوق الإنسان.
غياب سيادة القانون: لم يكن هناك احترام لسيادة القانون، مما سمح للأجهزة الأمنية بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان دون مساءلة.
آثار تغول الأجهزة الأمنية:
انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان: تعرض الشعب السوري لانتهاكات جسيمة لحقوقه، بما في ذلك التعذيب والقتل والاعتقال التعسفي.
ولدي مثال على الأحترافية في العمل المخابراتي خلال العشرين سنة الماضية لا شك أنه كتب بي شخصياً عشرات التقارير
و سأحدثكم عن حالة واحدة فقط.
كنت في زيارة لسورية عندما عدت للأردن قال لي أحد العمال الذين يعملون في مشغلي الخاص أن المخابرات الأردنية جائوا لمشغل الحدادة والخراطة لتصليح المعدات الزراعية وتصنيعها وغير ذلك
و سألوا و أخبرهم أني خارج البلد فقالوا له نعود عندما يعود وعدت.
و في يوم من الأيام تأتي سيارة المخابرات
فيها ضابط و مرافق و أحد عناصر الأمن العالم يعني الشرطة وموظف من البلدية
و موظفة من وزارة البئية و آخر من الدفاع المدني وربما كان معهم مختار المنطقة.
السلام عليكم و عليكم السلام
ممكن هويتك
عفوا من أنتم
المخابرات
ممكن هويتك الشخصية الأمنية
بكل أدب أخرج هويته تفضل
ما هو المطلوب
عليك تراجع فرع المخابرات غداً
حاضر بكل سرور لكن لدي عمل
متى تنهي عملك ربما في الساعة العاشرة غداً
يتصل بالجاهز هذا الرجل المذكور موجود و لديه عمل خاص لأحد زبائنه ولن ينهيه
قبل العاشرة غداً
أسمع الأجابة إذن لا مشكلة لينهي عمله
و يأتي متى شاء.
في اليوم التالي ذهبت لفرع المخابرات بالمناسبة لا يوجد في الأردن سوى جهازين مخابرات .
المخابرات العامة .
جهاز الأستخبارات العسكرية.
مش( 28) فرع و كل فرع لا يعلم عن الآخر.
أقسم بالله العظيم أني لم أخبر أقاربي ولا أبنائي و لا زوجتي و لم أتصل بأحد أظهر له أني خائف أو أني لن أعود.
وصلت مبنى المخابرات.
حارسان على الباب السلام عليكم ردوا السلام و الأبتسامة .
تفضل ما غايتك أجبت تم أستدعائي.
هويتك تفتيش بسيط ما هذا أدوية مميع
بخاخ لضيق النفس دواء الضغط مهدء للقولون العصبي.
لا بأس أتجه لتلك الغرفة.
في الغرفة أهلاً وسهلاً تلفونك لو سمحت.
سأخبر الضابط المولك بملفك أنك وصلت
ربما تنتظر نصف ساعة ريثما يحين وقت الطلب مني أدخالك.
شكراً لك ليس لدي أي أعتراض بكل سرور.
تفضل بالجلوس.
بني أريد شرب دوائي .
يا عم هذه عبوة الماء خاصتي ولم أفتحها هي لك وهذه التفاحة من غذائي الخاص
لأنه أعرف يفضل شرب الدواء مع الطعام.
شكراً لك.
بعد أقل من نصف ساعة يصل أحد أفراد الجهاز، لا أعرف رتبته.
تفضل معي دخلنا المبنى، بني أنا مريض ضغط أريد دخول التواليت بسبب مدر البول.
أشار لي هناك خذ راحتك .قضيت حاجتي وخرجت.
أنت مدعو للتحقيق معك من قبل مساعد المدير هذه غرفته فتح الباب و دخلت.
قام الرجل من وراء مكتبه و صافحني ثم قال أجلس.
محمد أنت متهم بمهاجمة النظام.
ضحكت قال ما يضحك قلت له أربعين سنة و أنا أدير عملي الخاص بالقرب منكم
إن ما تقوله صحيح أين أنتم عني.
أبتسم في ردك الكثير من المنطق.
قلت له لا بد أنه تقرير كيدي.
قال بالتأكيد قلت له قل من صاحب التقرير و أحل لك اللغز.
قال لي ليس من صلاحياتي مهمتي الوصول للحقيقة.
ثم سألني ما علاقتك بالأحزاب أجبته أنا شاعر و ناقد أدبي و كاتب و أدعي أني مثقف لكني بالتأكيد وطني ويهمني أمر بلادي من مورتانيا حتى يافا.
ولي أصدقاء من كل الأحزاب الأردنية كمثقفين يعرفون من أين تأكل الكتف.
وليس لي عدو إلا ذلك الكيان وأشرت بيدي للغرب بأتجاه الأرض المحتلة.
قال ماذا تشرب قلت شكراً أصر الرجل قرع الجرس دخل أحدهم فقال له فنجانين قهوة من قهوتي الخاصة ما قهوتك أجبته سادة.
ستشرب قهوتك وتعود لمكان عملك و نعتذر عن تعطيلك عن عملك.
لم يطلب مني أن أصبح مخبراً له لكنه قال لي سأعطيك رقم تلفوني الخاص إن تعرضت للمضايقة أو الظلم إن شئت أتصل بي قلت له لا داعي فأنا مؤمن بدولة المؤسسات
وقف و صافحني ورافقني لباب غرفته وقال.
رافقتك السلامة رزقك الله و أعانك على تربية أبنائك كن أباً صالحاً.
هذا مثال من الواقع الذي كنت شاهد عصر عليه و لست منافق ولا وصولي و لا أنتهازي و أقسم أني لم أكذب بكلمة.
كان أخوتي من الشعب السوري بحاجة القليل مما ذكرت والله على ما ذكرت شهيد.
خلق جو من الخوف: عاشت سوريا في جو من الخوف والترهيب، مما أثر سلبًا على الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
تقييد الحريات: تم تقييد الحريات العامة، بما في ذلك حرية التعبير والتجمع والتظاهر.
تراجع الثقة بالنظام: فقد الشعب السوري ثقته بالنظام بسبب انتهاكاته المستمرة لحقوقه.
الخلاصة:
تغلغل الأجهزة الأمنية في حياة المواطنين السوريين كان نتيجة لسياسات النظام التي تهدف إلى الحفاظ على السلطة والقمع. هذا التغلغل أدى إلى عواقب وخيمة على الشعب السوري، وترك آثارًا عميقة على المجتمع السوري.
و أخير ربما أستعاد الشعب السوري حريته و كرامته و هذا ما أتمناه.
بقلمي الشاعر والناقد
د محمد سليط الأردن
تعليقات
إرسال تعليق