& عُرس المجانين & بقلم الشاعر: حسام الدين أحمد
كُتِبت للفكاهة
فقط...... أحياناً نحتاج لذلك ....
قال لي أبي ذاتَ يومٍ
بعد أن أصبحَ شيخٌ وكَبُر
يا بُـني أُريدُ حفيداً يملأُ البيت
بهجةً قبل أن تدخلني القبر
قلتُ أبي ألا أكفي أنا
فأنا كالبحرِ شهدٌ مستمر
فلعبتُ ودُرتُ حتى وقع أبي
وقال أعطني دوائي للضغط والسكر
لعلّ الله يرزُقُنا من هذا
البغل رجلاً ذات قوةٍ أو أكثر
قال بُـني امضي وتزين وتهيأ
فسترى عَروسَك منك ما يسر النظر
فقمتُ وأطلتُ النظر في شكلي
وقلتُ ستُجنُّ العروس وترضى بالمَهر
وقد جهز أبي صندوقَ عروستي
بخاتمِ ذهبٍ وسوارٍ كبيرٍ كالقمر
وأحتاجَ صديقي مالاً للشرابِ له
فأعطيتَهُ ذهبي ومَلأتُ صندوقي بالحجر
وناداني أبي يا ولد أسرع
فالكلُّ شوقٌ لأريج ذاك العنبر
وأخرجتُ ثيابي من تحتِ السرير
فاخترتُ اليومَ لأرتدي ثوبي الأحمر
وكان فيه عيبٌ قبل عامٍ أو ثلاثة
فأصلحتُه بقطعٍ من ثيابِ أخي الأَصغر
وجمعتُ الأربطة لأختارَ منها الأجمل
فما وجدتُ أحلى من الأخضر
وتركتُ حذائي وقلتُ أسيرُ حافياً
فقال أَخي للأناقة! أَرتدي الأصفر
وكنتُ في الأمسِ أُشرِحُ ذبابةً
فكسرتُ نظارةَ أبي واستُعملتها كالمجهر
فدُرتُ حول أبي وقلتُ رفقاً
بِنفسكَ وصلِ قبل أن تنظر
فقال أبي مندهشاً ما أجملك يا ولد
لأجلك عَشِقنَّ النساء كُل أسمر
وأخذتُ أبي وسِرتُ كالطاووس مُتبختراً
والناسُ خلفنا ألفاً أو ألفين أو أكثر
فقلتُ أبي أُنظر سيُسجلُ التأريخ
أَن ابنك قبل أَن يغزو انتصر
طرقتُ البابَ فخرج العبد- قلت
قلْ لسيدكَ أَن قدْ أتى عنتر
دخلنا فإذا القصرُ أنارَ بنا والسيدُ
متبسمٌ كأنه رأى الشمس والقمر
فلما عرف غايتنا نادى العبد
إِرميهم خارجاً ونادي عليهم العسكر
ولما وقعنا على الطريقِ قال
أَبي يا ولد – ذاك دارُ السكر
فقمتُ مُنتفضاً ومخاطُ أنفي سيال
على الذي أَصاب ثوبي من الغبار
وقادني أبي لبابِ عروستي فدخلنا
ومن الشباكِ خرجنا فذاك عندي أستر
فمسكتُ يديها وأنا أُغني البلبل
طار– طار فَنَظَرَ أخوها لي محتار
وقلتُ لأَبي أأُقبلُها لا أُطيقُ!
صَبراً – قال ياولد في الدار
والناسُ خلفنا فرِحين! ذاك يرقص
وآخر يغني– وذاك يرمنا بالأحجار
ورقصنا أنا وهي طوال النهار
حتى تصدرنا – العاجل في الأخبار
فحملتُ نعجتي ودخلنا القصر معاً
وخرجتُ بعد عامٍ وشهر
فقلت لأبي أطعم هذا – الصبي!
فقدْ جُننتُ بعروسي والحبِ والسهر
وبَعدَ عامٍ وعام كَبُرَ الصبي
وصارَ لأبي حفيدٌ جميلٌ كالقمر
فدُرنا حوله أنا وعروسي والصبي
وملأنا الدارَ عطراً زكياً كالعنبر
فصرخَ أبي قائلاً بالأمس كان
لي قِردٌ يلعبُ وأَنا به محتار
واليومَ تركتُ عملي ولزِمتُ سريري
فغداً سيحكمُ الدار هؤلاء الأبقار
الكاتب حسام الدين أحمد
كاتب شعر قصة رواية مقالة
باحث في الأدب المعاصر
تعليقات
إرسال تعليق