& يَــا رَاحِــلاً & بقلم الشاعر: محمد علي الهاني
شعر: محمد علي الهاني- تونس
يَا رَاحِلاً، هَتَفَ الْهَوَى: مَا أَرْوَعَــكْ! **
يَا رَاحِلاً، هَتَفَ الْهَوَى: خُذْنِـي مَعَكْ
قَالُوا رَحَلْتَ ولَمْ تَزَلْ فِي خَافِقِـــــــي **
مَأْوَاكَ قَلْبِي...كَيْفَ تَتْرُكُ موْضِعَـكْ؟
يَا رَاحِـــلاً، نَمْ فِي عُيُونِي هَانِئًــــــــا **
مَنْ هَزَّ يَوْمًا فِي عُيُونِي مَضْجَعَـكْ ؟
رَحَــــــلَ الرَّبِيــعُ بِنُــورِهِ و بِنَــــوْرِهِ **
وأَرِيجِـــهِ – يَوْمَ الرَّحِيــلِ- لِيَتْبَعَــكْ
وتَضَاعَفَتْ عِنْدَ الْوَدَاعِ مَوَاجِعِــــــي **
وتَسَاقَطَــــتْ أَوْرَاقُ قَلْــبٍ وَدَّعَــــكْ
إِنِّــي أُطَالِـــــــعُ كُلَّ فَجْــــــرٍ طَالِــعٍ **
عَلِّي أَرَى بِالْفَجْـــــرِ يَوْمًا مَطْلَعَــــكْ
وأهِيمُ فِي بَحْــــرِ الْهَوَى مِنْ هَمْسَــةٍ **
أَوْدَعْتَهَــا فِي خَاطِرِي كَيْ أَسْمَعَــــكْ
هَذِي الزُّهُـورُ كَئِيبَــةٌ فِي غُرْفَـتِـــــي **
والْخَاتَـمُ الْمِسْكِيـــنُ يَنْظُــرُ إِصْبَعَــكْ
والنَّــــارُ بَيْـــــنَ جَوَانِحِـي مَشْبُـــوبَةٌ **
أَخْشَى عَلَيْكَ مِنَ اللَّظَى أن يَفْجَعَــــكْ
يَا رَاحِـــلاً، كُلُّ السَّنَابِـــلِ أَطْرَقَــــتْ **
حَانَ الْقِطَافُ ؛ فَمُدَّ نَحْوِي أَذْرُعَـــــكْ
خُذْنِـــي ؛ أَنَا ظِــــــلٌّ ظَلِيـــلٌ وَارِفٌ **
لأَقِيكَ مِنْ لَفْـــــحِ الْفِــــرَاقِ وأَنْفَعَـــكْ
يَا رَاحِلاً، يَا رَاحِلاً، خُذْنِــي؛ أَنــــــا **
شُحْرُورَةٌ خَضْـــرَاءُ تَسْكُنُ أَضْلُعَــكْ
إِنْ خَانَـــكَ الأَحْبَــابُ يَوْمًــا إِنَّنِــــــي **
- يَا فَاتِنِــي- فِي هِجْرَتِي لَنْ أَخْدَعَـكْ
كُــلُّ الدُّرُوبِ إِلَى عُيُونِـــكَ تَنْتَهِـــــي **
كُنْ حَيْثُ شِئْتَ فَإِنَّنِــــي دَوْمًا مَعَــكْ.
.
_________________________________
* لحنها وأدّاها مشكورا الأستاذ التونسي محمد علي الزوّالي
تعليقات
إرسال تعليق