& العيد & بقلم الشاعر: حسام الدين أحمد
💔 العيد 💔
يا عيدُ عذراً لجنابكَ هَلاٌّ ابتعدت
وقبلَ قدومِكَ سيدي لو رحلتَ
قرأتُ عنكَ في بطونِ الكُتب
أنَّ وجهكَ الباسم بالأفراحِ غسلتَ
وكان فيما ترويها جدتي
أنَّ السعادة كلها حيثُ حللتَ
وعامٌ بعد عام! كَبُرتَ بَعدَ الفِطام
ولكن عجبي لك كيف تغيرتَ
قالوا بأي حالٍ عُدتَ ياعيدُ وجَهِلوا
أن الجراحَ تجدَّدت حين عدتَ
فصبراً يا عيدُ فَقدومَكَ عبادةٌ
ولكن يا عيدُ أبكيتنا حين غدرتَ
ترى يا عيدُ هل تبدلت ألوانُكَ
أم تغير الزمانُ حين ضَحكتَ
وهل سيروي أولادُنا عنك قصصاً
لأحفادِهم أنكَ يا عيد بالخيرِ تجملتَ
غداً سأزورُ المقابرَ منادياً أجداديَ
يا معشرَ الرُّقادَ هذا عيدُنا هلا خجلتَ
وخوفي أن علموا بقَدومِك يا عيدُ
رحلوا وتركوا اللحودَ حتى تموتَ
يا عيدُ ما همُنا مالٌ ولا ثيابٌ
ولا يا مسكنُ أفرحتنا ولا أَطربتَ
كم نسينا وتناسينا جراحاً شُفيت
وعدت أنتَ لتشقها حين حضرتَ
أوقدتْ نارُ الشوقِ فلله نشكوكَ
بالله عليك يا غريبُ لو سكتَ
للهِ في خلقِهِ حِكَمٌ فما
أنا في هذا الكونِ وما أنتَ
لنا في هادِمُ اللذاتِ عبرٌ
فما ذكرنا المآسي حتى ذُكرتَ
وسأُخبرُ الناسَ يا عيدُ أَن لك
على الخدّين آثارٌ حتى ظلمتَ
بل سأدخلُ التأريخ لا سجل فيه
بقلمِ السعادةِ الذي بهِ سجلتَ
أن السرورَ والأفراحَ صفاتٌ جميلةٌ
فليتكَ اتصفتَ بما له دعوتَ
وأَن ساعاتُ أيامِك صحائفٌ رماديةٌ
فليتكّ بالأفعالِ اشتهرتَ لا كما قلتَ
نادانا المؤذن الله أكبر الله
أَكبر فلبّينا النّداء كما لبّيتَ
واليومُ عيدٌ ولبستُ لأَجلِكَ الجديد
وسأُضحي للهِ يا عيدُ كما ضحيتَ
ذهبنا للعبادةِ وعندَ البابِ التقينا
وها عدتُ للبيتِ ومعي! أَنتَ
زَينتَ دنُيانا بصورة غير تلكَ
التي أَراها حين معي! عُدتَ
عُدتُ والجُدرانُ تأكلُني وحيداً وأخذتَ
أحبابي فرداً فرداً حتى! قتلتَ
لم يبقَ ما أُخفيهِ أو أَخافُ عليه
فقدْ أخذتَ معك كلَ ما أَحضرتَ
أَفطرت قلبي حين أَريتني ألعابها
وقد بُعثرتْ أشلاؤها! فلما ضحِكتَ
وكُتبُ ابنتي علاها الغبار حتى
ضاق صدري وأنت بالترابِ اغتسلتَ
فيا عيدُ إليك نصيحتي كفاكَ ذنوباً
وتُب مما فعلتَ! أما اكتفيتَ
بالأَمسِ كُنتَ تَدرُسُ السرورَ ما إِن
تعلمتَ حتى قمت للوحِ وكتبتَ
سأنثرُ الأفراحَ والحلوى إن صفقوا
لي ولهذا وجدتُ يا بائس لا أنتَ
يا عيدُ كُنْ سلاماً كُنْ سروراً
فما في الدارِ غيري أَنا وأَنتَ
أجلس فسأُقدّمُ بين يديكَ كُلَّ
أَصنافَ النِعم بل ما اشتهيتَ
سأُشاطرُكَ رغيفي كي تكُفَّ أذاكَ
فلعلك تستحي منا إن أكلتَ
فما الضيفُ عندنا إلا رحمةٌ
فكيفَ تكونُ خيراً إن آذيتَ
لا تروي لي قصصاً جميلةً مضت
فأنا اليومُ أحيا لا من أسعدتَ
ولو نطقَ الموتى لقصوا لنا
مظالماً ولكنكَ دَفَنتَ معهم ما سطرتَ
فلا تدعونا للعبادةِ وانظر حالك
فعجباً لك كيف ذاك جهلتَ
سأدعو لكَ في جنحِ الظلامِ
الله يحفظك ولن أفعل ما فعلتَ
فالقَلبُ بعد فراقِهم سالت دماءهُ
وتوقفت يا عيدُ دقاتَهُ كما سكتَ
وقد علمني يا عيدُ ربي السماحةَ
والوفاءُ ولأصبرنَّ مهما آذيتَ
وكنتُ أكتبُ والأيامُ تقرأُ لـي
فـإن رحلتُ أَقرأ عني ما فهمتَ
الكاتب حسام الدين أحمد
كاتب شعر قصة رواية مقالة
باحث في الأدب المعاصر
تعليقات
إرسال تعليق