& فما لي & بقلم الشاعر: عبدلي فتيحة
فقل للماضي في النفس يذوب
و يَنْسَحب الم يئن الغروب
و صورته الأليمة لا تفارق
و ذا الوجه يغطيه الشحوب
فهيا يا حمام إلى السماء
لا تغشاها الضغينة و الكروب
و خلي سمائي من حزن أليم
و خذْ صورا تدمرني هبوب
و من شغف يعانقه فؤادي
فأستحلِف يقول لا أتوب
فليس هواً تمرغُهُ الأماني
و لكن هاجسٌ ظلَّ دؤوب
لأُطلقهُ مع الفجر صباحا
يعودُ غازياً شرقا جنوب
أُصَوِرُهُ كما الغيلان دوما
و قلبي يراه نرجِسَهُ الكذوب
فليس العقل يرضاه ديارا
و ذا القلب يحايلُهُ لعوبُ
و ذي النفسُ يواسيها الغطاء
لتمتهن خيالات تنوب
فقد سِرتُ و خبأت ألامي
و غطيتُ التراب فقُدَّ ثوب
و سَمَّرْتُ الجوارح في الجدار
و سامَرْتُ الليالي و الثقوب
و أسْنَدْتُ الرياح إلى الجبال
و أقلعْتُ فأبقيتُ الجيوب
و ذا الزمن إذا يرضى بظُلْمِي
فمظلوم بلا ذنب يجوب
و ذا الذنب إذا فيا فقاتل
أليس الذنبُ ذكّاها الكروب
و قد أرداك يا حي قتيلا
و صُيِّرت كما المثل الضروبُ
فكيف لمن يسبر في الأراضي
يُقيِّدُ من تُغطيهِ الحروب
و ننساها غوايات قديمة
فتأتي تسير لا تنسى الوثوب
هواجِسُنا تُطاردُنا بوقت
فليس الوقتُ يُرْديها حجوب
و ماء البحر ملحُهُ لا يُضامُ
فما لي قد أراه انا شروب
عبدلي فتيحة
تعليقات
إرسال تعليق